الصراصير مقطوعة الأجنحة

لماذا يحيا الإنسان؟؟؟
أعط هذا السؤال لفيلسوفا ولسوف يفعل بعقله ما تفعله أنت بجوربك المتسخ من قلب بطانته قبل أن تغسله, مع الفارق أن المفكرلن يستطيع
غسل دماغه من مثل هذا السؤال
ولكنك أعطيته أم لم تعطه لإنسان...أي انسان....فلسوف يحيا..وليجيبن على هذا السؤال دون أن يعرف ما أجاب... أو يدري أنه أجاب
ولكن اللإجابة تكمن في إحدى خيارين...التكامل أو الإرضاء الذاتي
بعيدا عن جدل الوضعيين والروحانيين حول دهاليز و تفاصيل هذين الخيارين...فلقد اختار أن يسلك طريق التكامل...التكامل على مستوى الفرد...التكامل بحسب مفهومه هو,اختار أن يقترب من ذاك الدرب الموصل إلى الله...اختار أن يرجح كفة الله على من يناظره في الكفة الأخري
كل هذا جيد بل أكثر من جيد...ولكن عندما تأتي لمناطق الإرضاء الحصينة..تغدو هنالك حربا بين ما يود وما يريد أرضها نفسه ضحاياهاصهة نفسه و أسلحتها تستطيع أن تسأل فرويد عنها جيدا
لقد كان يحبها فعلا...ليست نفسه بل تلك الفتاة السمراء...لا لشيئ يزيد على كونها تلك الفتاة لا لشئ فيها بل ربما كان لا يحب الكثير فيها وذلك كان أحد أسباب انبهاره بما هو فيه ..ذلك التباين الا منطقي
لقد كان لا يحب أن يخرج معها ولا أن يكلمها كثيرا لا لسبب إلا لأنه لا يحب أن يرى محبوبته تخرج أو تكام فتيانا حتى لو كان هو شخصيا...ذلك كان شيئا حسيا كان أو لا حسيا لا يروقها
ولكنه اختار التكامل ..اختار الله ...و ها هي المحاكمات النفسية بداخله تنتهي الواحدة تلو اختها حتى لم يتبقى إلا تلك المسألة ظلت تنحي نفسها تماما كما يفعل العسكري رجب في أول دروس السباحة في البحرية في ذلك الفيلم القديم
فكر في الإرتباط الا منطقي بها بأسلوب مثالي لطلبة الطب النفسي مثالا على دفاعات العقل
ولتتهشم كرامته وتدهس تماما كذلك الصرصور المتسلل أمس الي منزلهم...ليس من أهلها بل من أهله هو ذالك ألأبله الذي لم يتجاوز العشرين عاما...ذلك الذي لا يملك من النيا إلا تلك الجزيئات التي صنعت منه إنسانا غبيا لا لشئ إال لتلك الا عقلانية
لقد كان يحبها...وظل يحبها..بعد النتيجة الحتمية لمن يناطح نفسه بخالقه..تلك هي فلسفته وتلك هي اختياراته...تماما كمن اختار أن ينزع جلده بسكين صدئ...ولقد كانت للأمانة,بنفس المرونة والسهولة
وظل يرمقها من بعيد تماما كطفل حاف أجرب أمام مطعم ملئ بدخان شويه في أكثر الأماكن عشوائية في تلك البلد...يتلمس أخبارها في غير سؤال...يخشى عليها في غير انزعاج واضح...ولكن هذا عموما لم يكن بذلك الأمر المهم ,على الأقل بالنسبة لها وهذا هو المهم
ويمشي مدهوسا على كرامته في ألم وغير ندم وتمشي هي الى حياتخا في غير أسى...ويحب الله أكثر ويؤكد اصراره على فلسفته ويرمقها تحب غيره ويلحظها تلفظه من فراغها العاطفي كما تطرد هرا جربا وجدته داخل منزلها تماما ببراءتها الصبيانية التى اعتادها والفها طيلة
حبه لها....في غير ندم ولكن فقط الندم
يأتى الشتاء وتختفي الصراصير وتبكي السماء..ويدهس مرات ومرات كالصراصير..ويبكي كما تبكي السماء كلما سواه بالأرض ذلك الحذاء البغيض الغير مكترث
ويأتي المطر ...ذلك الكيان المحبوب من كليهما...فيقرر أن يتغمده المطر تماما تماما..مقررا أن يحضر ذلك المأتم ...اخر مأتم للبراءة...
لبراءتها الصبيانية وبراءته الرجولية
راضيا متفائلا متعكزا على أمله.... في رضى الكفة الراجحة

Posted by Mohammad Aboul-wafa on Sunday, April 23, 2006 at 8:22 PM | Permalink



Post a Comment

Google Docs & Spreadsheets -- Web word processing and spreadsheets. Edit this page (if you have permission) | Report spam